الصحافة

الرئيس برّي لا يتغير...!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

 

الرئيس برّي لا يتغير، هو هو، تَغَيَّرَ وجه المنطقة، ولم يتغيّر، سقطت أنظمة، ولم يتغيّر، وقامت أنظمة بديلة وبقي بذات الذهنيّة، تراجع نفوذ دول وبقي بذات العقلية، وقُتلت قيادات وهربت أخرى، ولم يتغيّر، فاوضَ الأميركي نيابةً عن العدو، ووقّع على ما فَرَضَهُ الإسرائيلي بالدم والنار، وقد وُصِفَ الإتفاق يومها بإعلان هزيمة، ولم يتغيّر، خسر محوره 90 % من حلفائه ومن قوّته في المنطقة وفي الداخل، والرئيس بري لم يتغيّر...

نعم، الرئيس برّي لم يتغيّر ليس من باب عدم فهمه للمتغيرات وللمعطيات التي طرأت على المشهد السياسي، إنما من باب الإثبات الوهمي لبيئته أنه ما من أحدٍ ولا من شيء في الدنيا قادر على ممارسة الضغوط عليه وعلى فريقه ومحوره، وهو الأدرى بما حلّ بهذا المحور الذي لم يكن قائماً أصلاً، فلا وحدة ساحات ولا وحدة محور، ولا مَن يحزنون، بل وحدة قيادة في طهران، وغرفة سوداء، وتوزيع مهام على مقاتلين عرب وزجّ شعوب في حروب وفي رحلات موت مجّانيّة، فيما أصحاب العمائم الإيرانية تُفاوض الإدارات الأميركية المتعاقبة لرفع العقوبات عن بلادها، وفي الإنتظار يطول الحديث عن الصبر الإستراتيجي واحتفاظ طهران بحقها في الرد على ما طالها وما طال أذرعتها في الزمان والمكان المناسبين...

وعلى الرغم من المشهد أعلاه، بقي الرئيس برّي متمسّكاً بامتيازات باتت من الماضي، وقد سقطت مع المحور، إلا أنه لا يُريد أن يُصدّق أن معادلات جديدة دخلت الساحة السياسيّة، بل يُريد إبقاء القديم على قِدَمِه ولو بالأوهام والأحلام...

بكلام آخر، الرئيس برّي يُمارس الإنكار، يُكابر ويحارب طواحين الهواء، وآخر إنجازاته وإبداعاته هي تقديمه مشروع قانون لتعديل قانون الإنتخابات الحالي بجعل لبنان دائرة إنتخابيّة واحدة، وذلك عبر مساعده السياسي، المطلوب للقضاء اللبناني، والمُعاقب أميركياً بتُهم فساد، النائب علي حسن خليل...

الرئيس برّي وكعادته، يطرح الحد الأقصى ليحصل على الحد الأدنى، بمعنى أنه يطرح الدائرة الواحدة ليحصل على صوتين تفضيليين، في مناورة ساقطة أصلاً ولن تمر...
لا يا دولة الرئيس، لن نسير بما طرحته، ولا بما تُخفيه، لن تُجرى انتخابات نيابية لا عبر هذه ولا عبر تلك، لن تُجرى إلا عبر القانون الحالي، وإذا لزم الأمر، تُدرس بعض التعديلات الضرورية لا سيما التقنيّة، وليس نسفه عن بِكرَةِ أبيه، وليس من المنطق أن كل دورة أو دورتين انتخابيتين يتم تغيير القانون...

أنتَم الذين وافقتم على القانون الساري المفعول، ولم تكونوا يا دولة الرئيس على هامش الحياة السياسية آنذاك، بل كنتَ رئيساً لمجلس النوّاب ولا زلتَ في رئاسته...

وعليه، فإن لبنان لا ينقصه معارك وهمية ولا خطوات ناقصة، فما فيه يكفيه، وما حاجته اليوم إلا لرجال دولة تفرض القوانين ولا تُسقطها، رجال دولة تُعيد لبنان إلى الخارطة الدولية وتُعيد ثقة المواطنين فيه وتستعيد أيضاً ثقة المجتمع الدولي، وليس الدخول في محاولات لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، ولن تعود، فمَن خَرَجَ من الباب لن يعود من الشبّاك... والسلام

الكاتب : مارون مارون

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا